الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأخلاق هي أساس بناء الأمم كما قال القائل :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهو ما أكدته النصوص النبوية المتكاثرة في هذا الشأن، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. رواه مالك في الموطأ.
ومن ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثا أو مرتين. قالوا: نعم يا رسول الله. قال: أحسنكم خلقا. رواه أحمد.
وفي صحيح البخاري عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من خيركم أحسنكم خلقا.
ففي هذه الأحاديث بيان عظمة الأخلاق في الإسلام، فالمسلم بأخلاقه يمكن أن يكون داعية للإسلام دون أن يتكلم بكلمة، فالناس أسرع تأثرا بالأفعال منهم بالأقوال.
والشخص المذكور في السؤال لا يمثل الإسلام ولا الدين بل يمثل نفسه لا غير ولو كان إماما وخطيبا ويعمل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعليه؛ فمن الخطأ الكبير والجسيم قولك (أبحث عن دين غير الإسلام) وقولك (إن كان هذا مسلما فأنا غير مسلم) فلا يحملنك الغضب على أن تقول كلمات خطيرة كهذه
ويمكنك أن تتعامل مع هذا الشخص كما تتعامل مع غيره، فإن أراد الصلح فابحث عمن يصلح بينكم من أهل الخير والصلاح، وإن أرد المقاضاة فارفع أمره إلى المحكمة لتفصل بينكم.
والله أعلم