الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف همك ويفرج كربك ويجمع شملك، ثم اعلم أيها الأخ الكريم أنه إذا كنت قد أرجعت هذه المرأة إلى عصمتك في زمن العدة فهي زوجتك شرعا سواء رضيت أو كرهت؛ لقول الحق سبحانه: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ {البقرة: 228} قال العلامة القرطبي:أجمع العلماء على أن الحر إذا طلق زوجته الحرة وكانت مدخولا بها تطليقة أو تطليقتين أنه أحق برجعتها ما لم تنقض عدتها؛ وإن كرهت المرأة
وعليه، فالذي ننصحك به لحل هذه المشكلة أن تحاول إقناع زوجتك بأن تتقي الله وتعود إليك فذلك خير لها في دينها وأجمع لشمل ولدها، وعلى أهلها أن ينصحوها بذلك، ولا يكونوا عونا لها على التمادي على عصيانها لأنهم بذلك يكونون عاصين لله تعالى بتخبيب زوجتك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه الترمذي.
ولا بأس أن توسط من تراه وجيها عندها وعند أهلها حتى تنحل المشكلة فإن أفاد هذا فلا إشكال، وإن لم يفد فلك أن ترفع الأمر إلى القاضي لإلزامها بالرجوع إلى طاعتك أو بحل مرضي آخر.
هذا، وننصحك بأمرين:
1- الصبر على هذه البلايا، فهي وإن كانت في ظاهرها محن إلا أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه جعلها سببا في تكفير الذنوب والخطايا، ففي الحديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه.
واحذر بارك الله فيك من أن يزين لك الشيطان عدم الرضا بالقضاء أو أن تفعل فعلا فيه مخالفة للشرع فتجمع على نفسك خسارة المصيبة في الدنيا وحسرة العقوبة في الآخرة
2- أنه يجب عليك قضاء تلك الديون لأصحابها متى قدرت على ذلك، ولا يجوز لك التخفي عنهم إلا إذا كنت معسرا لا تستطيع أداءها.
والله علم.