الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمسألة اسوداد الوجه عند الوفاة يمكن تفسيرها بأن الإنسان عند وفاته يرى الملائكة، وقد يرى ما لا يسره عن انتزاع روحه فينقبض جبينه ويسود وجهه، ولا شك أن سكرات الموت أمرها عظيم وانتزاع الروح أمره صعب إلا على المسلم، فإن روحه تخرج كالقطرة من في السقاء، والكافر والعياذ بالله تنزع روحه كما ينتزع السفود من الصوف المبلول.
وعليه، فلا غرابة في أن يسود وجه تلك المرأة التي شهد بناتها أنها والعياذ بالله لم تصل ركعة لله، وأنها ماتت وهي متبرجة.
واعلم أنه على المسلم أن يكتم ما يراه من الأحوال السيئة للموتى، فقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي رافع مرفوعاً: من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعين كبيرة. وروى الحاكم في المستدرك مثله.
والله أعلم.