الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 6067 والفتوى رقم: 26470 حكم ابتداء الكفار بالسلام، كما بينا في الفتوى رقم: 36289 حكم مصافحة الكافر.
وأما السلام على من يُجهَل حاله، فإن كان في بلاد الإسلام وعلى هيئة المسلمين، فالأصل والغالب أنه مسلم، فينبغي السلام عليه للأمر بإفشاء السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف، ففي البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف.
وأما إذا كان في بلاد الكفر أو على هيئة الكفار، فيغلب على الظن أنه كافر، فيكون حكم ابتدائه بالسلام، كما بينا في الفتاوى المحال إليها سابقاً، والفتوى رقم: 32758.
وأما سؤالك هل يجوز لأخواتك أن يسلمن على خال أمهن بلمس اليد وتقبيلها؟ فنقول: إنه لا حرج في ذلك ما لم يكن لشهوة، فإن حصلت شهوة ولذة له أو لهن بذلك فإنه لا يجوز، وإن كان الأصل عدم حصولها للنسب والسن، فهو خالهن يجب عليهن توقيره واحترامه، وإذا كان من العادة تقبيل يد الكبير أو المسافر عند عودته من المحارم كالوالدين والإخوة والأخوال والأعمام ونحوه فلا بأس به، قال في تبين الحقائق: ويجوز تقبيل يد الوالدين. وبينا ذلك في الفتويين: 7421، 13930 فنرجو مراجعتهما والاطلاع عليهما.
والله أعلم.