الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يفرج ما بك، ونفيدك أن هذا لا يؤدي بك للخروج من الدين ما دام الكلام ليس صادراً منك، وأما تفسير هذا الأمر فيمكن أن تراجعي فيه أصحاب الاختصاص من الأطباء النفسانيين أو الرقاة المعروفين بسلامة المعتقد واتباع السنة، فربما كان هذا من الجان ليوقعوك في الوسوسة.
وأما ترك الذكر والتلاوة فإنه ليس حلا، وإنما تحل المشاكل بالحفاظ على التلاوة والذكر، فهو موجب الفلاح، لقول الله تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {الأنفال:45}، وهو مطردة للشيطان وتحصين منه كما في الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وأن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصنا حصيناً فتحصن به، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني، وقال تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {الإسراء:45}.
وأما عدم استجابة الدعاء والاستعاذة فإنه ليس دالاً على كون هذا الصوت ليس من الشيطان، لأن الدعاء قد لا يستجاب بسبب ما، ككون الداعي لم يدع بحضور قلب أو لم يكن موقنا بالاستجابة، فإن قوة الدعاء بحسب قوة الداعي كما قال ابن القيم، وراجعي المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58076، 33860، 36246، 50621، 43346، 48562.
والله أعلم.