الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء ذكر واد النمل في موضع واحد من كتاب الله عز وجل في سياق الحديث عن قصة سليمان عليه السلام وما أيده الله تعالى به من المعجزات، ويبدأ السياق من قول الله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ..{النمل:16}. وقد اختلف المفسرون في موضع هذا الوادي، فقال بعضهم بالشام، وقال آخرون كان بالطائف قرب واد سدير ومر عليه سليمان في طريقه من الشام إلى اليمن. وقال صاحب التحرير والتنوير: وواد النمل يجوز أن يكون مرادا به الجنس لأن للنمل شقوقا ومسالك هي بالنسبة للنمل كالأودية للساكنين من الناس، ويجوز أن يراد به مكان مشتهر بالنمل غلب عليه هذا المضاف؛ كما سمي واد السباع موضع معلوم بين البصرة ومكة.
ولم نقف على قول لأحد المفسرين أو غيرهم أن النمل كان يعيش في مكان معين دون غيره من الأماكن، وليس في الآية ما يدل على ذلك. وأقصى ما تدل عليه أن ذلك المكان كثير النمل أو يجمتع فيه كثير منه؛ كما هو معروف أن للنمل قرى وأماكن يتجمع فيها، ولا ينفي ذلك وجوده في أماكن أخرى.
والله أعلم.