الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى مما فعلت، فقد نص أهل العلم على أن من رأى ورقة كتبت فيها آية من كتاب الله تعالى أو حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو اسما من أسماء الله تعالى مرمية في مكان مستقذر ولم يخرجها منه فإن تركه لها في ذلك المكان يعد كفرا مخرجا من الملة. والعياذ بالله.
قال العلامة خليل المالكي في مختصره: الردة كفر المسلم بصريح أو لفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه؛ كإلقاء مصحف بقذر. قال شارحه: ومثل المصحف الحديث وكذلك الآية أو الحرف منه، والمراد بالقذر ما يستقذر طبعا ولو كان طاهرا
وكفارة ما صدر منك هي التوبة النصوح والإكثار من أعمال البر، ومن أخلص في توبته لله تعالى فإنه سبحانه غفور رحيم يقبل توبة عباده ويعفو عن السيئات، وكما قال سبحانه وتعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70} وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}. ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 1064.
والله أعلم.