الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يجالس أصحاب المعاصي على معاصيهم، فقد قال الله عز وجل: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ.. {النساء: 140}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر. رواه أحمد وغيره. وأما هجرانهم بالكلية فذلك يخضع للمصلحة الشرعية. ولهذا فالواجب عليك ـ بارك الله فيك ـ أن تواصل دعوة أبيك ونصحه وتبين له حرمة تناول الخمر بالأدلة الشرعية من نصوص الوحي وتبين له أضرارها العقلية والنفسية والبدنية. ويكون ذلك بالأسلوب الأحسن والوقت المناسب لعل الله تعالى أن يهدي قلبه ويصلح شأنه. وإذا لم يستجب لك وعلمت أنه يشرب الخمر في وقت ما فعليك أن تغادر البيت ولا تجالسه وقت ارتكابه لهذه المعصية. ولا ننصحك بهجرانه بالكلية، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 60616.
والله أعلم.