الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر أن هذا نوع من الخرافة والشعوذة والاستعانة بالجن والاستمتاع بهم، وقد ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن من استمتاع الإنس بالجن خدمتهم إياهم بإحضار بعض ما يريدون وعمل ما يطلبونه منهم.
وعليه، فلا مانع أن يكون هذا الخادم المزعوم جنياً تستخدمه المرأة في عمل الشعوذة، وتدعوه بذلك الكلام الذي قالته بينها وبين نفسها.
وأما القرآن فإنه لم ينزل لتعلم به أخبار الناس؛ وإنما نزل ليتدبر وينذر الناس به ويبشروا وليحكموه فيما بينهم عند النزاع، ويخرجوا من ظلمات الضلال إلى نور الهدى، كما قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص: 29}. وقال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا {الكهف: 1-3}. وقال تعالى: الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {إبراهيم: 1}. وقال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ {النساء: 105}.
فعليك بالاستفادة من القرآن بتلاوته وتدبر معانيه وتطبيقه في واقع الحياة، واستعيني بالله في قضاء حاجاتك وابتعدي عن مجالسة أمثال هذه المرأة من المشعوذين والدجالين، وراجعي الفتوى رقم: 5701.
والله أعلم.