الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تخلو هذه المسألة من واحد من احتمالين:
الاحتمال الأول: أن تكون الوظيفة التي حصلت عليها السائلة إنما حصلت عليها بمجرد قرابتها من المدير المذكور ولا وجود لعمل حقيقي، وإنما المسألة مجرد احتيال لأخذ المال العام بدون وجه حق، وعلى هذا الاحتمال فإن المدير بتوظيفه قريبته ارتكب خيانة ودلس على المسؤولين، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.
ويجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يصحح خطأه، كما يجب على الموظفه ترك هذا العمل ورد ما أخذته من مرتب بدون عمل إلى جهة العمل.
الاحتمال الثاني: أن يكون هناك عمل حقيقي ولكنه قليل مثله مثل عمل سائر الموظفين -كما هو ظاهر السؤال- وعلى هذا الاحتمال فالوظيفة جائزة والمرتب حلال، ذلك أن الموظف يعتبر أجيراً خاصاً والأجير الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه وحضوره في الدوام الرسمي ولو لم يوجد عمل فضلاً عن وجود عمل قليل، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 63047.
والله أعلم.