الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن زيارة القبور تشرع لما فيها من تذكر الموت والآخرة والاعتبار والاتعاظ بحال من سبق والسلام على المؤمنين والدعاء لهم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور أهل البقيع ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، اسأل الله لنا ولكم العافية. رواه مسلم. وقد ندب النبي صلى الله عليه وسل لزيارتها وعلل ذلك بتذكيرها الآخرة كما في الحديث: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وأما طلب شفاعتهم من الله تعالى فإنه جائز، وكذا طلب شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما فصلنا القول في الفتوى رقم: 4416. وعلى العبد أن يحرص على تقوية إيمانه ما دام حيا، ويسأل الله أن يحسن خاتمته ويحمل نفسه على القيام بالأعمال الصالحة والدوام عليها لعله يختم حياته بعمل صالح، وعليه أن يبتعد عما يوجب النار من الأعمال السيئة، ويتوب مما قارفه منها سابقا، ويكثر من الأعمال المكفرة للذنوب. وراجع في المزيد فيما تقدم، وفي مسألة سماع الموتى لكلام من يزورهم وقراءة القرآن لهم الفتاوى التالية أرقامها: 6317 ، 6746 ،32689 ، 37813 ، 54731 ، 55045 .
والله أعلم.