الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن الكذب في أصله ممنوع لأنه يهدي إلى الفجور، وهو سبيل إلى دخول النار نسأل الله تعالى العافية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الجور يهدي إلى النار. رواه مسلم. وقد استثنى العلماء من ذلك ما دعت إليه مصلحة ككذب الزوج على زوجته والعكس فيما ينمي العلاقة الزوجية مع الحرص على اتخاذ المعاريض من غير اللجوء إلى الكذب صراحة ما أمكن ذلك. ووجه إباحة الكذب هو تغليب جانب مصلحة العلاقة الزوجية والحرص على استمرارها في صفاء وود بعيدا عن الخلاف عند حدوث المصارحة في الأمر المتحدث فيه. ومحل جواز الكذب ما لم يفوت حقا للمكذوب عليه وإلا حرم. وراجعي الفتوى رقم: 34529. وعلى هذا فإن كان كذب زوجك في الأمور التي لا يترتب عليها تفويت حق لك عليه فهذا كذب مشروع، وعليك بالصبر على زوجك ومحاشاة اتباع هفواته لئلا تدخلي نفسك في مشاكل قد تفتح عليك أبوابا أنت في غنى عنها، بل قد تجر عليك ما لا تحمد عقباه.
هذا وننبهك إلى أن خروجك من البيت من غير موجب شرعي يعد معصية، لأن خروج المرأة من بيت زوجها لا يجوز ولا يبرره كذب الزوج، وعليه.. فالواجب عليك التوبة من ذلك.
والله أعلم.