الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعبارة: أن الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، تعني: أن الشعر إذا كان يدعو إلى الفضيلة وإلى مكارم الأخلاق ونحو ذلك كان حسناً، وإن كان يدعو إلى الفحش والرذيلة ونحو ذلك كان قبيحاً.
ويؤيد ذلك ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة. قال النووي رحمه الله: وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الشعر واستنشده وأمر به حسان في هجاء المشركين وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنما أنكروا المذموم منه وهو الفحش ونحوه...
وعبارة: إذا كان الغزل مبهما تعني: إذا لم يتعلق موضوع الغزل بامرأة معينة، بل كان صاحبه يتغزل بالنساء في الجملة من غير تعيين واحدة بعينها.
وعبارة: بقصد الاستشهاد وما أشبهه فلا مانع منه تعني: أن الغزل إذا كان الغاية منه هو الاستشهاد على موضوع معين، كما هو الحال في استدلال أهل اللغة على صحة مذاهبهم بأشعار العرب في الجاهلية، ونحو ذلك فإنه غير محرم...
ولا يجوز للشاعر أن يتغزل بأخلاق محبوبته ولا بشيء منها إن لم تكن زوجة له، وأما إن كانت حليلته، فقد فصلنا ما يجوز فيها من الغزل، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 64626.
والله أعلم.