الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل. ثم اعلمي بارك الله فيك أن الدنيا دار ابتلاء ومحن، وشأن المؤمن عند حصول ذلك الصبر والاحتساب لينال بذلك من ربه العفو عن السيئات، ففي الحديث الصحيح المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته. فعليك بالصبر على كل ما تلاقينه.
وبخصوص ما سألت عنه فنرى أنه ما دام الأمر قد وصل إلى المحاكم فهي صاحبة الاختصاص فيه، ولم يعد مجديا فيه إصدارنا لفتوى لا تلزم زوجك بالقبول. وعلى كل فننصحك بمحاولة إقناع هذا الزوج بالموافقة على طلاقك إذا كنت أيست من إصلاح الوضع معه، ولا بأس أن تستحثي المحكمة على طلب التعجيل في الحكم لرفع الضرر الواقع عليك من طرف زوجك حيث إنه لا يؤدي إليك حقك في النفقة والمعاشرة.
ونقول لهذا الزوج: عليك أن تتقي الله تعالى في هذه المسكينة، فأد إليها حقوقها وإلا فطلقها، واعلم أن الله تعالى حرم إمساك الزوجة إضرارا بها ، فقال سبحانه: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ {البقرة: 231}. وقد كان عليك أن تقدر إحسانها إليك وتحملها النفقة علنك وتحسن العشرة معها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. أما بالنسبة لو كتب الله عليك الموت قبل هذا الزوج فهو يرثك إن لم يقع طلاق من المحاكم عليه قبل الموت.