الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يتقبل منك ويرزقك الاستقامة على الطاعة والالتزام بعدم الكلام فيما لم تتأكدي من صحته، ونفيدك بأن نصح المسلم لأخيه وإنكاره منكره بحسب الطاقة أمر متعين كلما تكرر من هذا الأخ حصول المعصية، وليكن ذلك برفق وحكمة ووعظ حسن مصحوب بما يرفق القلب ويلينه من نصوص الوحي التي ترهب من تلك المعصية. ومع استخدام ما أمكن من وسائل الإقناع وإيصال المعلومات بأسلوب شيق إلى ذلك الشخص، فليستخدم في ذلك وسيلة إعارة الشريط والرسائل المفيدة في ذلك مع استنصاح من يؤثر نصحه عليه ومع الدعاء له بالهداية. وعليك أن تحببي نفسك لأهلك بمخالقتهم بالأخلاق الطيبة والمعاملة الحسنة وخدمتهم والبشاشة في وجوههم والإحسان إليهم فإن الناس قد يتأثرون من أخلاق الشخص أكثر مما يتأثرون من كلامه. ونوصيك بعد إنكار منكر الصور في البيت أن تصبري عليهم حتى يخالط الإيمان القلوب ولا تفكري في تمزيقها قبل اقتناعهم لئلا يعيدوها ويسببوا لك بذلك مشكلة كبيرة. فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأصنام الموجودة في البيت ولم يكسرها حتى جاءت الفرصة المناسبة يوم فتح مكة. وعليك بمواصلة طلب العلم وتلاوة القرآن ومطالعة كتب الحديث والسير ومصاحبة الأخوات الملتزمات وعدم مشاركة الناس في مجالس اللغو. واعلمي أن الداعي المخلص يجازيه الله ولو لم ينتفع المدعوون به كما حصل لبعض الأنبياء الذين لم يهتد بهم أحد كما في حديث الصحيحين المذكور في الفتوى رقم: 23872. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع، ولمعرفة حكم الصلاة في بيت فيه صور: 41016 ، 28894 ، 31365 ،64829 .
والله أعلم.