الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اشتمل سؤالك على أمرين:
الأمر الأول: ما حصل بينك وبين والدك من مشاكل، والذي ننصحك به هو أن تصبر وتحتسب لأن حق الوالدين في الإسلام عظيم فبرهما من أوجب الواجبات، وعقوقهما من أكبر المحرمات مهما بدر منهما من إساءة للولد.
وحاول أن تتلطف مع والدك في الكلام والمعاملة، وأن تبالغ في ذلك حتى يرضى عنك، وحاول أيضاً أن توسط له من ينصحه من أصدقائه أو غيرهم ممن له كلمة عليه وليصلحوا ذات بينكم.
والأمر الثاني: ما ذكرته من شراء الكتب من مكتبة والدك وبيعها على المكتبات والهيئات وغيرها ليس بأمر محرم، بل حلال لكن المشكلة في استخدامك أدوات المكتبة من أجهزة وسيارة ومحل وغير ذلك من أملاك أبيك، فإذا كان ذلك بإذنه فلا حرج عليك، أما إذا كان بغير إذنه فذلك حرام، ولا يبرر لك ذلك كونك لا تملك ما تشتري به سيارة وجهازاً ونحو ذلك.
وعليه، فإذا كان ما قمت به من غير إذن والدك، فإن أرباحك ملك لك؛ لكن عليك أن تطلب السماح من والدك في ذلك، فإن لم يسامحك فعليك أن تدفع له أجرة في مقابل استخدام أغراضه في عملك بحسب سعر السوق.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالنا وحالك، وأن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير، وأن يصلح ما بينك وبين أبيك.
والله أعلم.