الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن فاحشة اللواط وفاحشة الزنا من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وعقوبتها شديدة في الدنيا والآخرة، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1869، 1602، 26511، 32647.
واعلم أن عقوبة فعل الفاحشة بالمحارم كالأشقاء ونحوهم أشد عقوبة وأغلظ ذنباً، وانظر الفتوى رقم: 2376، والفتوى رقم: 30946.
ومع حرمة فعل الفاحشة وتوعد الله لفاعليها، فإن فاعلها عرضة لأمراض جنسية متعددة، قال الدكتور محمود حجازي في كتابه (الأمراض الجنسية والتناسلية) وهو يشرح بعض المخاطر الصحية الناجمة عن ارتكاب اللواط: إن الأمراض التي تنتقل عن طريق الشذوذ الجنسي (اللواط) هي:
1- مرض الأيدز، وهو مرض فقد المناعة المكتسبة الذي يؤدي عادة إلى الموت.
2- التهاب الكبد الفيروسي.
3- مرض الزهري.
4- مرض السيلان.
5- مرض الهربس.
6- التهابات الشرج الجرثومية.
7- مرض التيفوئيد.
8- مرض الأميبيا.
9- الديدان المعوية.
10- ثواليل الشرج.
11- مرض الجرب.
12- مرض قمل العانة.
13- فيروس السايتو ميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج.
14- المرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي.
هذا وإن الواجب على من وقع في شيء من هذه الكبائر المسارعة بالتوبة إلى الله تعالى من ذلك الذنب العظيم، وعقد العزم على عدم العودة إليه أبداً، والندم الشديد على تفريطه في جنب الله، كما ينبغي له أن يكثر من فعل الأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واعلم أنك إن تبت توبة نصوحاً ولم ترجع لتلك الفاحشة مرة أخرى فإن الله يفرح بتوبتك ويقبلها منك ويغفر لك ما كان منك، وانظر الفتوى رقم: 1882، والفتوى رقم: 3184.
ومع توبتك إلى الله فإننا نحذرك من الاختلاء بشقيقيك ومن عدم النوم معهما في غرفة واحدة أبداً، فنم في غرفة أخرى بعيدة عنهما، ولو في المجلس، ولا تمس أحداً من إخوتك بيدك أبداً ولو للمصافحة إذا كان ذلك يثير شهوتك، كما ننصحك بتجنب كل ما يثير الشهوة من النظر إلى المجلات الهابطة والمناظر الخليعة في التلفاز ونحوه، ومن إطلاق البصر إلى ما حرم الله النظر إليه، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وأكثر من الصيام، فإن له تأثيراً بالغاً في كبح جماح الشهوة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وتذكر حين يأتيك هاجس المعصية، ووسوسة الشيطان باقتراف المعصية أن جوارحك هذه ستشهد عليك يوم القيامة بهذه المعصية، ألا تعلم أن هذه الجوارح وهذه الفتوة والنشاط نعمة من الله عز وجل عليك؟ فهل من شكر نعمة الله أن تصرفها في المعصية والتمرد على أوامر الله عز وجل؟
ثمة أمر آخر جدير بك أن تتفطن له، اقرأ معي هذه الآية: حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {فصلت:20-21}، فعن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب، ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعداً لكنَّ وسحقاً فعنكن كنت أناضل. رواه مسلم.
ابتعد عن الخلوة بنفسك فإنها مدعاة للتفكير في الشهوة، وحاول أن تملأ وقتك بما يفيدك من الأعمال الصالحة، من قراءة القرآن، والذكر والصلاة، والتحق بمركز لتحفيظ القرآن، وكن مع الشباب الصالحين واشترك معهم في الأنشطة والرحلات.
واجتنب مصاحبة الأشرار الفساق الذين يطرقون هذه المواضيع، ويتحدثون فيما يثير الشهوة ويهون المعصية ويجرئ عليها، وعليك بصحبة الأخيار الذين يذكرونك بالله تعالى، ويعينونك على طاعته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
وأسأل الله كثيراً أن يرزقك العفاف وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتحر في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة، كثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، وفي السجود، وبين الأذان والإقامة، وفي الصيام وعند الفطر في اليوم الذي تصوم فيه، ونحو ذلك من الأوقات التي هي أرجى من غيرها في إجابة الدعاء، وأد الصلاة على وقتها واجتهد في أدائها في جماعة، واحذر ترك الصلاة، فإن تاركها جحوداً كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، ويحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وأمية بن خلف وأبي جهل، وتاركها تكاسلاً كافر أيضاً عند كثير من أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 6061.
هذا وننصحك باستماع الأشرطة الإسلامية عموماً، وخاصة الأشرطة التالية (توبة صادقة) للشيخ سعد البريك، و(اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، و(على الطريق) للشيخ علي القرني، وشريط (جلسة على الرصيف) للشيخ سلمان العودة.
والله أعلم.