الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام والدك في غير حاجة إلى النفقة فلا يجب عليك شرعاً إعطاؤه شيئاً من راتبك أو غيره من سائر أموالك لأن نفقته لا تجب إلا في حالة فقره وحاجته إليها.
لكن مع ذلك فينبغي أن تسعي في الإحسان إلى أبيك، لقول الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء:36}، وقوله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
ولتعلمي بارك الله فيك أن رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد؛ كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي، وفيه أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.
فاحرصي بارك الله فيك على كسب رضا والديك جميعاً بمساعدتهما بقدر استطاعتك كي تنالي بذلك الأجر الجزيل عند ربك سبحانه، واحذري أن يحملك تقصير والدك في واجبه نحو زوجاته أو أبنائه على التقصير في حقه الواجب من البر والإحسان، وراجعي الفتوى رقم: 50146، والفتوى رقم: 56480.
والله أعلم.