الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أعظم الأعمال التي تحرم الناس على النار هو تحقيق التوحيد والإخلاص لرب العالمين والموت على ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله. رواه البخاري ومسلم. ثم إن هناك أعمالاً كثيرة وعد الله من أداها بعدم دخول النار، وبالفوز بالجنة، وأسعد الناس بذلك هو الشهيد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: للشيهد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي والألباني. ومن ذلك أيضاً البكاء من خشية الله والحراسة والرباط وحماية الثغور من غزو الأعداء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله. رواه الترمذي وحسنه. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. رواه مسلم. ويعني صلاة الفجر وصلاة العصر. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قدم ثلاثة من ولده لن يلج النار إلا تحلة القسم. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تروى في فضائل الأعمال، ولمزيد من هذه الأحاديث نحيلك على كتاب " الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري خصوصاً الطبعة التي خرَّجها الشيخ الألباني، وكذلك كتاب" المتجر الرابح" للدمياطي.