الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نهنئك في البداية على توبتك واستقامتك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك وأن يثبتك على طاعته، ونهنئك كذلك على زواجك من امرأة متدينة، وهذا من فضل الله تعالى عليك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الدينا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. رواه مسلم.
ثم اعلم أخي الكريم أن المؤمن مبتلى، وأن هذه الابتلاءات قد تكون كفارة لما سلف منك من سيئات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وصححه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني أيضاً. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه.
وأما نصيحتنا لك، فإننا ننصحك بالاستمرار في عملك وعدم تركه كي تتمكن من سداد دينك، ولا ننصحك أبداً ببيع بيتك لأن الحصول على مثله مرة أخرى من الأمور العسيرة، وربما اضطررت إلى الاستدانة مرة ثانية لشراء بيت، فتقع فيما فررت منه، وحاول إقناع أمك وزوجتك بالصبر على غيابك هذه المدة، وننصحك أيضاً بمحاولة إقناع صاحب العمل الذي تعمل عنده بالموافقة على استقدام زوجتك للإقامة معك.
وننبهك في الأخير إلى أنه ما كان ينبغي لك إخبار زوجتك بمعاصيك السابقة، بل كان يكفي أن تخبرها بأن عليك ديناً لم تتمكن من سداده إلى الآن، لأن المسلم مأمور بأن يستر على نفسه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله تعالى. رواه الحاكم والبيهقي وبنحوه مالك في الموطأ وصححه الحاكم وابن السكن والألباني. نسأل الله تعالى أن يقضي دينك وييسر أمرك.
والله أعلم.