الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن هذه الأعمال التي يعاملك بها أهل زوجك أعمال لا ينبغي أن تصدر من مسلم لأخيه المسلم، فأحرى إذا كانت تربطه به رابطة المصاهرة فعليهم أن يتقوا الله تعالى ويكفوا عن تلك الأعمال المشينة التي تتنافى مع الدين والخلق الحسن، وعليك أنت أيتها الأخت بالصبر والاحتساب على ما تلقينه، ولتحاولي إقناع زوجك وتبصيره بأمور الحياة، ومن ذلك إفهامه أن ترك العنان لأهله في التصرف في أمواله على حساب نفسه وزوجته وعياله له عواقب سيئة على بيته ولا يعني هذا أنه يحرم أهله كلا، ولكن يحسن إليهم بقدر استطاعته بحيث يعطي كل ذي حق حقه، وكنا قد أجبناعن كثير مما يتضمنه هذا السؤال في سؤالك السابق .
وهذا نص الجواب السابق:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد تضافرت نصوص القرآن والسنة على حرمة أذية المسلم وظلمه والتحقير به فضلا عن ضربه في غير حق شرعي. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58} وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره. بل إن سب المسلم وقتاله نوع من الفسق والكفر، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.
وعلى هذا فإن ما قام به أهل زوجك نحوك من السب والضرب يعد اعتداءا وظلما مخالفا للشرع ومنافيا للعشرة والرابطة التي تربطك بهم، فالواجب عليهم التوبة والاستغفار ومن لوازمها طلبهم للصفح منك، وعلى زوجك أن يتقي الله ويقف إلى جانب الحق ولا يقف إلى جنب أهله بالباطل بحيث يسوي بين الظلم والمظلوم بل كان عليه أن ينصفك من أختك ولا يتركها تضربك وتسبك ولا ريب أن سكوت زوجك على هذا يؤثر على مكانته كرجل دوره أن يكون مهابا ومسموع الكلمة داخل أسرته لا يقبل أن يعتدي أحد من أفرادها على الآخر بما يضمن حسن التعايش بين جميعها.
وعلى كل، فما دام هذا الأمر قد وقع فعليه الصلح بينك وبين أهله وأن لا يدع ذلك يتكرر في المستقبل، أما أنت أيتها الأخت فننصحك بالصبر والاحتساب فيما تعرضت له من إساءات وذلك طلبا للأجر من جهة ثم حفاظا على بيتك وعيالك من التصدع.
وإن وجدت أن أهل زوجك ماضون على خلقهم المشين معك فالأولى ترك زيارتهم ما داموا على تلك الطباع تفاديا للخلاف بينك وبين زوجك خاصة وأن أمه بدأت تحرضه على تطليقه لك ولتحاولي إقناع زوجك بالرفض لهذا الطلب الذي يعود بالضرر عليك والعيال وأخبريه بأن الشرع لا يوجب طاعة الأم في هذا وأطلعيه على الفتوى رقم: 1549.
والله أعلم.