الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث بلفظه وسنده أورده ابن حبان في صحيحه، وذكره علاء الدين في كنز العمال والتبريزي في مشكاة المصابيح والمقدسي في الأحاديث المختارة قال: وفي الصحيحين من حديث ابن عمر نحوه، ولفظه عندهما: لا عدوى ولا طيرة وإنما الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والدار.
إذا فجميع ألفاظ الحديث صحيحة ما عدا قوله (والطيرة على من تطير).
وقد قال ابن حجر فيه في صحته نظر، لأنه من رواية عتبة بن حميد وهو مختلف فيه ، وقال في تقريب التهذيب:عتبة بن حميد صدوق له أوهام من الطبقة السادسة، وفي تهذيب التهذيب: عتبة بن حميد ضعيف ليس بالقوي. وفي تهذيب الكمال: أن أحمد بن حنبل سئل عنه فقال: ضعيف الحديث ليس بالقوي.
وقال فيه أبو حاتم : صالح الحديث.
وحديثه هنا أخذ به مالك كما قال المازري وذكره ابن عبد البر في التمهيد وناقشه وبين معناه فقال: فيه نفي الطيرة في قوله: لا طيرة. وأما قوله الطيرة على من تطير، فمعناه إثم الطيرة على من تطير بعد علمه بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة.
وذكره ابن القيم في زاد المعاد ولم يعلق عليه. وقال ابن دهيش في تحقيقه للأحاديث المختارة للمقدسي: إسناده حسن.
هذا من حيث كلام العلماء على سند الحديث.
وأما معناه فقد بيناه في الفتوى رقم: 16165 والفتوى رقم: 61432 ونرجو مراجعة ذلك والاطلاع عليه.
والله أعلم.