الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سماح المظلوم مثل الهبة، فيعتبر تنازلاً منه عن حقه السابق، ومن المعلوم أن الهبة بعد قبول الموهوب له لا تسترجع لما في الحديث: لا يحل للرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
وبما أن هذا الشخص المخطئ قد تاب إلى الله وتحلل من المظلوم وسامحه، فنرجو الله أن يقبل ذلك منه، ولا يكون رجوع هذا المظلوم معوقاً لقبول التوبة، ففي الحديث: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.
هذا، وننصحك بالاعتذار إليه مرة أخرى والإحسان إليه لتسلما من حصول شنآن بينكما في المستقبل.
والله أعلم.