الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. رواه الترمذي، وصححه الألباني، وفي رواية لابن داود وصححه الألباني: من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا.
فالكبير هنا شاملة للشاب والشيخ كما نبه عليه صاحب تحفة الأحوذي، وإذا كان هذا عاماً في جميع الناس فهو بين الإخوة أولى، ومن هنا ندعو هذه الأخت إلى احترام أخيها والسمع له فيما لم يخالف الشرع، فإن ذلك يدخل في التوقير والإجلال، ويتأكد ذلك بل يجب إن كان ما يدعوها إليه هو واجب شرعاً كالصلاة وارتداء الحجاب أو نحو ذلك من الواجبات، وكذا إن نهاها عن فعل محرم كالسفور والاختلاط والاستماع إلى الأغاني أو نحوها، والأخ بهذا يعد فعله من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو فرض عند التعين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وعلى الأب أن يقوم بهذا الدور لأنه مسؤول عن أهل بيته لما في البخاري: كلكم راع ومسؤول عن رعيته الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته..
وبخصوص من تجب عليك طاعته في الأمور العادية فهو الأب وليس الأخ، وذلك أن عصيان الأب في الأمور المشروعة والتي ليس فيها ضرر على الولد يعد عقوقاً وهو من أكبر الكبائر وأشنعها، وبالنسبة لتنازلك عن حقوقك لأخيك فليس بواجب عليك وإن كان فعل ذلك في أمر لا يعود عليك بالضرر جائز مستحسن، هذا ويحرم عليه أن يظلمك في أي حق هو لك شرعاً، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة لما في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ظلمات يوم القيامة.
والله أعلم.