الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مراودة الرجل لامرأة من المحارم ليفجر بها من الذنوب الكبيرة، ويشتد الإثم قبحاً أن يكون ذلك واقعاً ممن يؤمل منه الذب عن العرض والشرف، إذ كيف يتصور عاقل أن يقوم أب بهتك عرض ابنه، اللهم إلا إذا كان هذا الأب ناقص الدين منتكس الفطرة، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
فالواجب على من هذا حاله أن يتدارك نفسه بالتوبة قبل أن يحل به الأجل، وهو مقيم على أقبح الذنوب والآثام، هذا ولا يجوز لزوجة ابن هذا الرجل أن تطيعه في شيء من تلك الأمور، بل عليها أن تجتهد في أن لا يراها فضلاً على الخلوة بها، وإن لم يتخل عن تصرفه هذا المشين، فعليها أن تتخذ معه أسلوبا يحميها منه ويكفه مثل أن تهدده بفضح أمره إلى ولده أو إلى السلطات.
أما أنت أيها الأخ فعليك بالنصح والموعظة الحسنة لصهرك، فإن قبل فذاك وإلا فقد أديت ما عليك وكذا الحال بالنسبة لزوجتك تجاه والدها، هذا فإن قبل فبها ونعمت، وإن رفض فعليها بالدعاء له بالهداية، ولا يجوز لها أن تهجر والدها وأمها وغيرهما من القرابات، ولا تعمد ما يغضبهما ولو كان أمراً بمعروف أو نهيا عن منكر، وتراجع الفتوى رقم: 58137.
والله أعلم.