الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب محرم شرعا، بل هو كبيرة من الكبائر. قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء: 36} وليس هو من خلق المؤمن، فلتتوبي إلى الله سبحانه وتعالى من ذلك الذنب العظيم، ومن آفاته أنه قد أوقعك في الحرج، فالصدق منجاة والكذب مهواة، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وإذا كان سيفارقك أو يهجرك ويغضب عليك إن علم أنك لا تعرفين أحكام التجويد فلا تخبريه وداريه بالمعاريض ففيها مندوحة عن الكذب، وإذا لجأت للكذب عليه حتى لا يطلقك أو يهجرك فلا بأس بذلك، لأن الكذب حينئذ مما يجوز، كما قال النووي: الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصد محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب، ثم إذا كان تحصيل المقصود مباحا كان مباحا وإن كان واجبا كان الكذب واجبا.
ومقصودك هنا هو دوام العشرة بينك وبين زوجك وهو أمر قصده الشارع وحث عليه، وفي الحديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. متفق عليه. وفي رواية لمسلم: لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ذلك تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
فلتداريه وتطلبي منه دراسة التجويد على المتمكنين في ذلك جدا، ويمكنك الاستعانة بالدروس التي تبث عبر بعض القنوات الإسلامية الفضائية مثل قناة المجد وقناة اقرأ ففيهما دروس نافعة، واستعيني بالكتب والأشرطة المسجلة في ذلك فيجوز سماع القرآن منها وتعلم أحكام التجويد فيها، كما بينا في الفتوى رقم: 32749 كما بينا أهمية التجويد وحكمه في الفتوى رقم: 6682 وإذا رأى منك لطفا وتوددا وطاعة وحسن معاملة فلن يفرط فيك لزلة قصدت بها أن ترغبيه في الزواج منك بها، ولتكوني عونا له ومثالا حسنا للمسلم الملتزم بتعاليم دينه وأمره ونواهيه وأخلاقه ولا تصديه عن الإسلام بفعل ما لا يليق من سوء العشرة والتبرج وغير ذلك من الأخلاق المذمومة.
والله أعلم.