الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التوكل على الله والاعتصام به كلاهما من أعمال القلوب، ومعناهما متقارب، حيث إن كليهما فيه إظهار العجز والافتقار إلى الله. ولكن التوكل في معنى الاعتماد على الله وتفويض الأمر إلى إليه، والاعتصام بالله فيه معنى الاحتماء بالله والامتناع والاستقواء به. قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: وكلت أمري إلى فلان أي : ألجأته إليه واعمتدت فيه عليه. ا.هـ . وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى:" واعتصموا "، قال: العصمة: المنعة، ومنه يقال للبذرقة: عصمة. والبذرقة: الخفارة للقافلة. اهـ. ولمزيد بيان حول أعمال القلوب كالتوكل على الله والاعتصام به والخوف منه والرجاء فيه ونحو ذلك نوصي السائلة بمطالعة كتاب: مدراج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين. للإمام ابن القيم. وللفائدة انظري الفتويين: 20101، 23867.