الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وأرشد إلى الزواج بذات الدين بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، فذات الدين هي خير ما يملك الرجل في هذه الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاعها: المرأة الصالحة. رواه مسلم.
لأنها تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، وتحفظه في نفسها، فإذا كانت الفتاة التي يستشيرنا الأخ في الارتباط بها متصفة بالدين والخلق (الطيبة والالتزام) كما ذكر، فنشير عليه بالارتباط بها، ولا يصده عن ذلك ما ذكر من علاقات سابقة مع بعض الشباب، دفعها إليها قرينات السوء، فإنها أخطاء وذنوب، لا يكاد يسلم منها أحد، فليس في بني آدم معصوم من الخطأ، كما ورد في الحديث: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي.
فعلى الفتاة التوبة من هذه العلاقات والابتعاد عن قرينات السوء، فإذا تابت الفتاة، فلا تثريب عليها، ولا تحاسب على شيء تابت منه، ونرشد الأخ إلى عدم تعليق طلاق زوجته بالشرط المذكور وهو (في حال إخفائها شيئاً تكون محرمة) لأن هذا الشرط يعرض الحياة الزوجية للانهيار أو التنغيص.
فربما حدث خطأ -لا يسلم منه الإنسان غالباً- فإن أخفته حصل الطلاق وانهارت الأسرة، وإن أخبرت به تنغصت حياتهما، وحل الشك محل الثقة، ولأن فيه اتهاماً لها وتخونا لها، والأصل في المسلم السلامة، وقد أمرنا أن نأخذ بالظاهر ونكل السرائر إلى الله سبحانه، وننصح الأخ أن يتوب إلى الله من علاقاته المذكورة، وأن يحصن فرجه بالحلال، ونسأل الله عز وجل أن يتوب عليه وأن يكفيه بحلاله عن حرامه.
والله أعلم.