الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الواجب على أبيكم أن يقوم برعاية بناته والإنفاق عليهن، فإن عجز عن الإنفاق عليهن وقام غيره بهذا، فلا ينبغي أن يترك رعايتهن وزيارتهن، فإن ذلك من صلة الرحم وتعمق المحبة بين البنات ووالدهن، وترك ذلك سبب للجفوة والتقاطع.
والعجز عن الإنفاق على البنات أو البنين لا يسوغ التخلي عن باقي المسؤولية، لمن كان قارداً عليها.
وعلى كل حال، فنحن لا ندري ما هي ظروف هذا الوالد التي جعلته يتخلى عن بناته حتى حصل ما حصل من تناسيهن وقطع العلاقة بهن، بحيث يجهلن إخوانهن ولا يدرون عن حالهن، ونسأل الله عز وجل أن يغفر ويتجاوز عن موتى المسلمين وأن يصلح أحوال الأحياء منهم.
وأخيراً ننصح السائل الكريم بمراجعة المحاكم الشرعية في بلده في مسألة التركة إذا كان هذا الوالد ترك مالاً، فلعل هؤلاء البنات ما زلن على قيد الحياة.
والله أعلم.