الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيشرع للمسلم أو المسلمة إن كانت لهما حاجة أن يصليا ركعتين ويسألان الله تعالى حاجتهما، وهذه الصلاة يسميها العلماء صلاة الحاجة، وقد مضى بيان كيفيتها في الفتوى رقم: 1390، فلتراجع ، ولا مانع من أن تصلى هذه الصلاة لكل حاجة ولو كانت هذه الحاجة زواجا من معين أو غير معين لأن الحلال من أهم الأمور بالنسبة للمسلم، ولا بأس بتكرير صلاة الحاجة، ولكن على المسلم إذا دعا الله أن لا يتعجل أو يستبطئ الإجابة فقد يتحقق الأمر في أسبوع وقد لا يتحقق في أسبوع، وقد يتأخر عن ذلك ، وعلى كل فما عليك إلا أن تتقي الله وتتوكلى عليه ، فقد يستجيب لك عاجلا وقد يؤخر إجابتك لتكثري من دعائه أو لحكم يعلمها، ثم إن تأخر الإجابة لا يعني بالضرورة كون صلة العبد بربه غير قوية، فقد ذكر المفسرون عند قول الله تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا {يونس: 89}. يذكر المفسرون أن هذه حصلت بعد أربعين سنة. وقد يكون التأخر لذلك السبب أيضا، علما بأن الدعاء نفسه عبادة، ففي الحديث الدعاء هو العبادة. رواه الترمذي وغيره، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطعية رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر. قال: الله أكثر. رواه الإمام أحمد ـ وقال: لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل ، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال يقول: دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواه مسلم. فاتقي الله تعالى وثقي به ولا تملي من دعائه، ولبيان بعض أسباب إجابة الدعاء طالعي الفتوى رقم: 11571.