الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم للمدينة كان لا يمر بحي من أحياء الأنصار ألا أخذوا خطام راحلته وطلبوا منه النزول عندهم حبا في جواره صلى الله عليه وسلم، فيقولون: هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة.. فكان يقول لهم: خلوا سبيلها -يعني ناقته- فإنها مأمورة فلم تزل سائرة حتى وصلت إلى حي بني النجار وهم أخواله فبركت في موضع المسجد النبوي اليوم. فبادر أبو أيوب الأنصاري إلى رحله فأدخله في بيته، ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله أنزل عندي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل مع رحله حيث كان. وفي رواية البخاري: أي بيوت أهلنا أقرب إلينا فقال أبو أيوب، أنا يا رسول الله هذه داري وهذا بابي، قال: فانطلق فهيئ لنا مقيلا، قال: قوما على بركة الله. وقد افتخر بنو النجار بهذا الجوار في أشعارهم، فكانت جواريهم تضرب الدف وتنشد: نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمد من جار فسمعهن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الله يعلم أن قلبي يحبكن. ذكر ذلك في كتب السير ورواه ابن ماجه وصححه الألباني. ومن جيرانه بالمدينة غير بني النجار بعض المهاجرين منهم أبو بكر وعلي... وبعد ذلك العباس وغيرهم. والله أعلم.