الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة صادقة ويفرج همومنا وييسر أمورنا.
ثم إننا نفيدك أن الله تعالى قد يعاقب من شاء بما شاء بسبب ذنب عمله لعله يتوب ويرجع، وقد يحرمه من شيء ما بسبب ذنوبه لما في الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
وقال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى 30} وقد حصل هذا فعلا لأصحاب الجنة المذكورة قصتهم في سورة القلم، فقد عاقبهم الله بسبب تفكيرهم وهمهم بحرمان الفقراء منها فحرمهم الله.
ولكنه لا أحد يمكنه أن يعلم هل سبب ما حصل هو معصية كذا ومعصية كذا، لأن هذا الأمر من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وعليك بالتوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة والاستغفار والقيام بالأعمال المكفرة للذنوب.
فقد قال الله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 39}
وقال تعالى : كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام 54}
ثم إننا ننبهك إلى أن وضع القرآن في سلة المهملات من أخطر الأمور وأشدها تحريما لما فيه من عدم تعظيم حرمات الله، وقد عده خليل في مختصره في الفقه المالكي من أسباب الوقوع في الردة أعاذنا الله وإياكم.
وقد ذكر الدردير في شرحه أن المراد بالمصحف ما فيه قرآن ولو كلمة.. ومثل القرآن أسماء الله وأسماء الأنبياء والحديث كما هو ظاهر. انتهى.
فبادر أخي بالتوبة مما حصل ولازم مجالس أهل الخير والعلم وصحبتهم، وحافظ على الصلاة في الجماعة واستعن بالله تعالى في تيسير أمورك.
والله أعلم.