الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعة الأب واجبة على الأبناء، وأنها من البر الذي أمر الله تعالى به الأبناء تجاه الآباء، وقد بينا وجوب طاعة الأبناء للآباء في المعروف، وخطر عقوقهما فيما لا مضرة فيه عليهما، وذلك في الفتويين رقم: 5327، 7490.
وعملاً بما في نصوص الشرع من أوامر مؤكدة ببر الوالدين وطاعتهما وعدم مخالفة أمرهما، فإن الأفضل لك أن تطيع والدك فيما أمرك به من التنازل عن القضية إبقاءاً على صلة الرحم وطعماً في ثواب طاعة الوالدين، ونيل أجر رد السيئة بالحسنة، فقد قال الله تعالى في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {الرعد: 22}.
وهذا إذا كان منك، فإنه من باب البر والإحسان لا من باب الوجوب والإلزام، وذلك لأنه لا يجب على الولد طاعة والده فيما يعود عليه بالمضرة، ولا يجوز للوالد إجبار الابن على ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه ابن ماجه وهو صحيح.
وراجع في هذا الفتوى رقم: 59104.
والله أعلم.