الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على طاعتك لأمك ، ولن يضيعك الله أبدا ، ولكن أخي الكريم نرى أنك قد بالغت في المسألة مبالغة لا تنبغي، والأمر أهون من ذلك، وسننصحك بأمور:
أولها: أن تحافظ وتجتهد في طاعة أمك فإنها باب لك إلى الجنة كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ثانيها: أن تحفظ لزوجتك حقها ، فإن لها حقا واجبا عليك ألا وهو إحسان العشرة والكلمة الطيبة إضافة إلى النفقة والكسوة والمسكن والمبيت.
ثالثها: نرى أن تتريث في الحكم على الحياة الزوجية ، فنخشى أن يكون قرارك نتيجة لظروف وملابسات آنية، واعلم أن ما حدث بينك وبين زوجتك ليس سببه عدم وجود المحبة من أول الزواج، فقد تختار لنفسك زوجة تحبها ثم يكون بينك وبينها أشد مما وقع بينك وبين هذه المرأة ، ونذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره . رواه مسلم
رابعها : ما يبدر من أمك من كلام تجاه زوجتك لا تقم له اعتبارا ، فأنت أدرى بزوجتك ، وليس من طاعة أمك أن تفتح لها أذنك لتفسد عليك بيتك بحسن نية أو بغير ذلك، وكذلك ليس من الطاعة الواجبة طاعتها إذا أمرتك بطلاق زوجتك .
خامسها : إن كنت ترى أن أم أولادك لا تكفيك ولا تشبع مشاعرك ، فيمكنك الزواج بثانية إن كنت قادرا على النفقة والمعاشرة والعدل بين زوجاتك . والله نسأل أن يوفقك للخير والصلاح .
والله أعلم.