الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فذلك الحديث رواه أبو داود بزيادة، وصححه الألباني رحمه الله، ومعناه في صحيح مسلم.
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها. أي: فيما يتعلق بأمر المعاشرة وحصول الألفة بينهما، قال الخطابي: كذب الرجل على زوجته أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك صحبتها ويصلح به خلقها. انتهى من عون المعبود لأبي الطيب آبادي.
وأخرج مالك في موطئه عن عطاء قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أأكذب على أهلي قال: لا خير في الكذب، قال: أعدها وأقول لها، قال: لا جناح عليك.
وعند الطبراني في رواية لحديث أم كلثوم: أويحدث الرجل امرأته يرضيها.
قال ابن حزم في المحلي: ولا بأس بكذب أحد الزوجين للآخر مما يستجلب به المودة.
وساق حديث أم كلثوم بنت عقبة.
فالكذب المباح للمرأة في حديثها لزوجها وللرجل في حديثه لزوجته هو ما يستديمان به الألفة والمودة ، ويصلحان به ما يحدث بينهما من شقاق.
والله أعلم.