الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصلاة هي عمود هذا الدين وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي آخر وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي للمسلم أن يجعل العمل عذرا عن الصلاة في وقتها أو إكمالها، وليجعلها هي عذرا عن الشغل. هذا مع أن وقت الطهارة للصلاة والصلاة نفسها لا يستغرق وقتا طويلا ولا يشترط لها أن تكون في البيت أو في المسجد إذا كان هناك عذر ولم يكن المسجد موجودا، فأي مسلم دخل عليه وقت الصلاة في أي مكان طاهر صلى فرضه وبرئت ذمته بذلك، فإن وجد جماعة صلى معهم وإلا صلى وحده، فإذا علمت هذا وعلمت يسر الدين حتى في الصلاة التي هي عماده فاعلم أنه لا يجوز لك تقديم الصلاة عن وقتها، ومن صلى قبل الوقت لم تجزئه صلاته وعليه قضاؤها، وكذلك لا يجوز تأخيرها عن وقتها لكن هناك حالات يجوز فيها الجمع، السفر والمطر والمرض والخوف، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 18301 ولبيان تحديد أوقات الصلاة راجع الفتوى رقم: 4538.
واعلم أن الصلاة لها أركان لا تصح إلا بها، ومن هذه الأركان الطمأنينة والاعتدال وهي مبينة في الفتوى رقم: 12455.
علما بأنه يجوز لك الجمع الصوري مع أنه يفوت فضل أول الوقت وهو أن تؤخر صلاة الظهر مثلا فتصليها في آخر وقتها ثم تصلي العصر في أول وقتها وتفعل ذلك في المغرب والعشاء فتؤخر المغرب إلى آخر وقتها وتصليها ثم تصلي العشاء في أول وقتها مع أن الأولى أن تصلي كل صلاة في أول وقتها.
والله أعلم.