الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن محادثة المرأة للأجانب عنها عن طريق الشات وغيره من الوسائل ينطوي على مخاطر عظيمة كما بينا في الفتوى رقم: 1932، 18297.
فيجب عليك أن تتوبي إلى الله سبحانه وتعالى من تلك الذنوب فتقلعي عنها وتندمي عليها وتعزمي أن لا تعودي إليها وسيتوب الله عليك فإنه سبحانه رحيم يقبل توبة عبده وأمته ويغفر لهما ما كان منهما ولا يبالي كما قال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}
وأفضل ما يعينك على ترك تلك المنكرات إقام الصلاة فإن الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت: 45}
وكذلك اتخاذ الرفقة الصالحة فاتخذي من أخواتك من هن على خلق ودين، فالمرء يصلحه الجليس الصالح، قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28} وانظري الفتوى رقم: 61744.
ولا تقبلي زوجا لك إلا من كان ذا خلق ودين فهو الذي ينبغي أن يبحث عنه ويحرص عليه كما بينا في الفتوى رقم: 4203، ولا بد في ذلك من رضى الأب وإذنه كما في الفتوى رقم: 199.
إلا أنه لا ينبغي له عضلك عن الزواج بسبب فقرالخطاب ونحو ذلك من الأعذار كالمهنة أو فارق السن إن كان الخاطب ذا خلق ودين ورضيت به كما في الفتوى رقم: 8799، 10008، 10544، 6079.
وأما التوبة الصادقة فقد بينا شروطها في الفتوى رقم: 24611، 42083.
والله أعلم.