الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا ننصح أخاك بأن يصطلح مع هذا الشيخ - الذي وصفته بصفات أهل الخير - وإن كان مظلوماً، وليتذكر أن الله سبحانه أعد للذين يكظمون الغيظ والذين يعفون عن الناس جنة عرضها السماوات والأرض، قال تعالى في سورة آل عمران: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:133-134}، وقال في سورة الشورى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43)، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تحث المسلم على الصفح والعفو، وإن كان مظلوماً، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 2059.
ثم إن مجرد المشاحنة مع هذا الرجل لا يؤثر في صحة الائتمام به، كما سبق توضيحه في الفتوى رقم: 6359.
والذي ننصح به هو أن يصطلح مع جماعته الطيبة ويتواصل معهم، فإن لم يفعل فليصل معهم وليتجنب الصلاة مع هذا الرجل الذي ذكرت عنه ما لا يحمد، وليحذر من الانفراد عن الجماعة، فإن الصلاة في الجماعة واجبة على الرجل المستطيع، وإذا دار الأمر بين أن يصلي وحده أو يصلي مع الإمام الآخر فليصل معه إن كانت الشائعات الخطيرة غير صحيحة، والفاسق لا ينبغي أن يكون إماماً للمسلمين إلا أن الصلاة خلفه أولى من الانفراد، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7332.
والله أعلم.