الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث تكلم عليه ابن حجر في الفتح فذكر أنه إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك موافقة لقوله تعالى في سورة الأحقاف: قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ {8}.
وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ {الفتح: 2}.
لأن سورة الأحقاف مكية وسورة الفتح مدنية بلا خلاف فيهما، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول من يدخل الجنة. وغير ذلك من الأخبار الصريحة في معناه، وقوله صلى الله عليه وسلم ذلك من الأدلة الدالة على صدقه وعدم تقوله على الله بلا علم، وأنه يقف حيث أوقفه الله، فصلوات الله وسلامه عليه.
وراجع الفتوى رقم: 36775.
والله أعلم.