الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخرج أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: الملة، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملة. قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: الملة. قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن لغيره.
وفي حديث آخر عنده قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن الباقيات الصالحات. وصححه شعيب الأرناؤوط.
وأخرج مالك مثله في الموطأ، وكذلك ابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، وأخرج الحاكم في مستدركه مثل حديث أبي سعيد الخدري الأول عنه.
وأورد الألباني في السلسلة الصحيحة قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من الباقيات الصالحات.
وبذلك فسرها مجاهد وعطاء كما قال ابن العربي في أحكام القرآن. قال: وقالت جماعة هي الصلوات الخمس، وبه قال مالك.
وقد جمع تلك الأقوال كلها وحصرها في قولين هما أن المقصود بها: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والثاني: أنها الصلوات الخمس وهو الذي مال إليه ورجحه.
وما دام أنه ليس في الباب حديث صحيح (كما قال) يدل على الحصر فالأولى شمولها لكل عمل صالح. وانظر الفتوى رقم: 3933.
والله أعلم.