الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج من الجلوس في الغرفة وترك الجلوس في الصالة، تجنبا لسماع النقاش والمشاكل بين الأبوين، بل ربما كان هذا هو الأفضل، إذا كان تواجدك سيؤدي إلى زيادة حدة النقاش وغضب الوالد بسبب تدخلك، فالجلوس في الغرفة بهذه النية لا بنية هجر الوالد لا بأس به، وليس فيه عقوق، وإنما الأعمال بالنيات.
ونوصيك ببر والديك والإحسان إليهما، واحتساب الأجر على ذلك من الله سبحانه، ونوصيك بالصبر على والدك، وعدم مؤاخذته على سوء معاملته، والتلطف معه في الكلام، امتثالاً لقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23-24}.
والله أعلم.