الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرك في محكم كتابه بالتأدب مع الوالد وإحسان العبارة له، فقال: وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.
وإذا كان أبوك صاحب عصبية ومزاج قوي ويفعل بعض الأمور التي قد تضركم ولا تنفعكم فيجوز لك تنبيهه إلى ذلك وبيان الصواب له بأسلوب حسن لبق وتنهاه عن تلك الأفعال ما لم يغضب، فإذا غضب وجب عليك أن تسكت ولا تجادله، كما بينا في الفتوى رقم: 18216.
ولا يعد نهيه عن المنكر عقوقاً ولكن لا بد أن يكون بالتي هي أحسن، كما كان إبراهيم يخاطب أباه: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم:44-45}، وانظر الفتوى رقم: 9647.
ولا ينبغي أن يرهقك بما لا طائل منه بل يرأف بك ، ويجب عليك أن تحسن إليه وتصبر على أذاه ففي ذلك خير كثير وأجر وفير، كما بينا في الفتوى رقم: 27871.
وأعلم أنه لا يلزمك إصلاح ما أفسده والدك، ولكن إن أصلحت ذلك تفادياً لأن تحصل مشاكل بينه وبين الناس كان ذلك من تمام البر والإحسان إليه وكان جزاؤك عند الله عظيماً إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.