الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزوجة مطالبة شرعاً بطاعة الزوج في غير معصية، وعدم الخروج من بيته إلا بإذنه، وطاعته مقدمة على طاعة أمها، كما أنه لا يجوز لأم الزوجة التدخل في حياة ابنتها وزوجها، وتحريض البنت على عصيان الزوج، حيث يعتبر ذلك من تخبيب الزوجة على زوجها وهو إفسادها، وقد ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه الترمذي.
وأما الزوج فينبغي له أن يحسن التصرف مع الزوجة، وأن يكون حكيماً في التعامل معها، كما ينبغي له أن يكسب الزوجة ويجعلها في صفه، ويقنعها بوجوب طاعته، وتقديم حقه على حق الأم، فإذا كسبها إلى جانبه وكانت تطيع أمره إذا تعارض مع أمر أمها -كما هو واجبها- فإن الأم ستكف عن تدخلها، وعليه نصحها بحرمة خروجها من المنزل دون إذنه، وأن هذا من النشوز المحرم، الذي تُحرَم بسببه من النفقة، وينبغي له أن يكون رفيقاً حكيماً فلا يمنعها من زيارة أقاربها مطلقاً، لكن مع امرأة أمينة إذا كان يخشى أن يفسدوها، وينبغي له أن يصلح علاقته مع حماته وإخوانها حسبما يستطيع ويعفو عنهم، ويوسط من يصلح بينه وبينهم، فالصلح خير، وليعلموا جميعاً أن بينهم أرحاماً ومصاهرة ينبغي لهم مراعاتها، ونسأل الله أن يهدي ويصلح الجميع بمنه وكرمه.
والله أعلم.