الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل لا أصل له، وهو مخالف لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث سلمان رضي الله عنه: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الترمذي.
وقال ابن عباس: لا ينفع الحذر من القدر، ولكن الله يمحو بالدعاء ما شاء من القدر، وقال أيضاً: الدعاء يدفع القدر.
وكان عمر رضي الله عنه يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول: اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني، وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب. ويروى ذلك عن ابن مسعود أيضاً.
وهذا الدعاء كذلك مخالف للعزيمة في المسألة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم في الدعاء، فإنه لا مكره له. متفق عليه. وفي رواية: وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء.
والله أعلم.