الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمر اختيار الزوج في غاية الأهمية لأنه يصبح شريكاً للحياة، ورفيقا للدرب، وأباً للعيال، فإذا أحسنت المرأة اختياره كان مصدر سعادتها، وإذا أساءت الاختيار أصبح مصدر شقائها، وحسن اختيار الزوج يتطلب ترويا وتفكيراً، واستشارة واستخارة، وترك العواطف الآنية السطحية، وتقديم الأسبق في صفتي الدين والخلق.
ولتعلم الأخت أن طاعة والدتها واجبة، وأنه لا يجوز لها الزواج بالرجل المعين دون رضاها، فإذا ما وقع اختيارها على واحد، فعليها أن تقنع والدتها به، ولا ينبغي لها العزوف عن الزواج، ففي الحديث: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي رضي الله عنه.
ولتعلم أنه لا يجوز لها ربط علاقة مع رجل أجنبي قبل الزواج، وحبها لرجل إذا اقتصر على الشعور القلبي ولم يتعده إلى قول أو فعل محرم لا تؤاخذ عليه، وليس فيه ظلم للزوج، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 58247.
والله أعلم.