الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن يوافق قوله عمله خاصة من تصدى لإمامة المصلين والخطابة فيهم والقيام بوعظهم، ومن أهم ما يجب على المسلم الابتعاد عنه -كبائر الذنوب كالسرقة ونحوها، وأحرى إن كان داعية أو إماماً، وانظر الفتويين: 9329، 28171.
وإن كان التخلف المذكور عن صلاة الجماعة عشاء وفجراً وغيرهما لغير مسوغ شرعي، فالواجب على جماعة المسجد أن يقدموا النصيحة لهؤلاء الأئمة الذين يتخلفون لغير عذر أو يقومون بأعمال محرمة، وأن يخوفوهم بالله العظيم، وأن يحذروهم من عاقبة المعاصي، وينبغي عليهم أيضاً أن يسعوا بقدر المستطاع في إقامة إمام عدل لجماعة المسجد.
هذا، وقد اختلف العلماء في صحة الصلاة خلف الفاسق، فمنهم من قال: لا تصح الصلاة خلفه، ومنهم من قال تصح مع الكراهة، والذي ننصحكم به هو عدم ترك الصلاة في مسجد الجماعة خلف هؤلاء الفساق حتى تقيموا غيرهم من أهل الصلاح، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1636، 23182، 16978.
وأما الإمام الذي يبيع العباد ويحارب الشباب المستقيم المتسمك بالدين، فإن كنت تعني أنه يظاهر المشركين على المسلمين، ويتعاون مع أعداء الله على أولياء الله، فإن هذا الرجل قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، ولا تصح الصلاة خلفه، وانظر الفتوى رقم: 8106.
والله أعلم.