الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمكن جلوس العوائل كما ذكرت دون أن يتمكن بعضهم من النظر إلى بعض وسماع أحاديثهم ورؤية ما لا يجوز رؤيته فلا حرج في ذلك، فالاختلاط الممنوع هو ما لا ينضبط بالضوابط الشرعية كما بيناه في الفتوى رقم: 48092.
وقد اختلف أهل العلم في ما يجوز نظره من الأجنبية هل هو الوجه والكفان أم أن الوجه والكفين عورة كباقي جسد الأجنبية؟ فإذا قلنا بأن الوجه والكفين غير عورة، فيجوز النظر إليهما، وإذا قلنا بأنهما عورة وهو الراجح -إن شاء الله تعالى- فلا يجوز لهما النظر إليهما. وأما الشعر وغيره من الجسد فلا قائل بجواز النظر إليه.
وأما الأناشيد الإسلامية فلا بأس بها وخصوصا في مناسبات الأعراس وتراجع الفتوى رقم: 3251، واجتماع الأصدقاء بأزواجهم أو الإخوان والجلوس للحديث في مكان واحد لا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير الشرعية وعدم أمن الفتنة ولو كان النساء بحجابهن، فمن يأمن إعجاب بعضهم ببعض والتعلق به وما يترتب على ذلك من العواقب والشرور.
ومن هنا فإنه لا يجوز جمع الأصدقاء ولا الإخوان لزوجاتهم مع بعض فيتحدثون جميعا ويضحكون جميعا ونحو ذلك، ولكن إن جمعتهم سيارة أو طائرة أو ألجأتهم الحاجة إلى التواجد بمكان واحد جميعا فلا حرج في ذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية من الستر الكامل وعدم الخضوع بالقول والتكسر في الكلام والميوعة في الحركات. وللاستزادة نرجو مراجعة الفتويين: 51573، 16718.
والله أعلم.