الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعيار رضا الله تعالى عن عبده ومحبته له هو توفيقه لطاعته وعمله بمرضاته، لا كثرة المصائب وتتابع المحن ولا وفرة المال ودوام العافية، ومن عافاه الله تعالى من المصائب فليحمد الله تعالى، فكم من مبتلى لم يصبر على الضراء، وكم من معافى لم يشكر الله تعالى على السراء.
والمؤمن أمره كله له خير؛ كما في الحديث: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
فينبغي أن تشكري الله تعالى على عافيته، وشكر النعمة صرفها في مرضاة الله عز وجل كما قيل:
والشكر صرف العبد ما أولاه * مولاه من نعماه في رضاه
صحيح أن كثرة المصائب والأمراض تمحص العبد من ذنوبه إذا لم يسخط من قضاء الله وقدره، وانظري الفتوى رقم: 31289. ولكن من عافاه الله من ذلك فليحمده وليشكره وهو مأجور على ذلك.
والله أعلم.