الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تبرأ ذمة هذا الرجل إلا برد المال إلى الورثة إذا قدر على ذلك، فإن كانوا جميعاً قد بلغوا راشدين رددت لكل واحد منهم نصيبه، وإن كان فيهم من لم يبلغ راشداً أعطيت نصيبه لوصيه، ولا تبرأ ذمتك بمسامحة أخيهم الكبير إلا من حصته هو ولو كان وصياً على بعضهم، لأن مسامحته لك فيها إضرار بالورثة، والوصي يتصرف بما فيه مصلحة من تولى أمرهم.
أما إذا تعذر عليك الوصول إليهم أو إلى بعضهم ووقع في نفسك اليأس من ذلك، فالواجب عليك هو التصدق بالمال الذي لا تستطيع إيصاله إلى صاحبه ويكون ثوابه له، فإذا تمكنت بعد ذلك من الوصول إليهم خيرتهم بين إمضاء الصدقة عنهم، أو أن ترد إليهم مالهم ويكون ثواب الصدقة لك.
ويجب عليك أن تتمم توبتك إلى الله تعالى بالندم على ما حصل منك مع العزم على عدم العودة إليه أبداً، وراجع الفتوى رقم: 23877، والفتوى رقم: 47750.
والله أعلم.