الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى هذا الحديث البيهقي في سننه من طريقين كلاهما مرسل، أحدهما عن أبي أذينة الصدفي، والآخر عن طريق سليمان بن يسار ولفظه: خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم.
وقد صحح الشيخ الألباني إسناده بمجموع الطرق في كتابيه سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 1849، وصحيح الجامع الصغير برقم:3330 .
ومعنى المواسية المواتية: الموافقة للزواج، ومعنى الغراب الأعصم: الأبيض الجناحين أو الرجلين، والمراد قلة من يدخل الجنة منهن، كما أفاد بذلك المناوي في فيض القدير.
ولا ريب أن هذا لا يعني أن العاقر من النساء لا خير فيها، لأن ذلك من باب أفعل التفضيل، أي أفضل النساء، بل إن العاقر إذا كانت أتقى لله تعالى كانت أفضل من الولود، ولعلها إذا صبرت على مرارة الحرمان من الذرية أن تعطى أجرها على ذلك، روى مسلم عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وننبه إلى أن من حرم إنجاب الأولاد لا ينبغي له أن ييأس، بل ينبغي أن يكثر من دعاء الله تعالى واستغفاره فإن الأمر كله بيده سبحانه، وتراجع الفتوى رقم: 43435، والفتوى رقم: 31702.
والله أعلم.